السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أسعد الله أوقاتكم بكل خير..
بصراحه أعجبتني هذه الوصيه من قلب أب لأبنته ..
فأحببت نقلها أليكم لترو مدى حنان ألاب لأبنته ..
أدام الله والدينا وغفر الله لمن توفى والده ..
1. أوصى رجل ابنته وصية ليلة زفافها فقال لها :
ابنتي ...
اليوم تنتقلين إلى يدين غريبتين . . .
في هذه الليلة سيظللك سقف غريب في بيت رجل غريب.
في هذه الليلة سأقف بجوار سريرك النظيف في بيتي فأجده خاليا من ثنايا شعرك الأسود الذي يفوح منه عطر الطهارة فوق وسادتك البيضاء.
وقد تنهمر الدموع من عيني لأول مرة في حياتي، فاليوم يغيب عن عيني وجه ابنتي ، ليشرق في بيت الرجل الغريب الذي لا أعرفه حق المعرفة خيره من شره.
اليوم ينتقل شعوري وتنتقل أحاسيسي إلى أهل أمك يوم سلموني ابنتهم وهم يذرفون الدموع ؛ كنت أظنها دموع الفرح أو دموع تقاليد أهل العروس ، و لم أعرف إلا اليوم أن ما كان ينتابهم , هو نفس ما ينتابني الآن ، وأن ما يعذبني هذه الساعة كان يعذبهم ، وأن انقباض قلبي في هذه اللحظة و أنا أسلمك إلى رجل غريب كان يداهمهم أيضا.
وصدقيني يا بنيتي إنه لو كان لي ، يوم تزوجت أمك ، شعور الأب ، لأفنيت عمري في إسعادها ، كما أحب أن يفني زوجك عمره في سبيل إسعادك.
ابنتي ...
في هذه اللحظة أندم على كل لحظة مضت ضايقت أمك فيها . . اليوم نحن في الحاضر والمستقبل قادم , أتمثلك واقفة أمامي تقولين "زوجى يضايقنى يا أبي" فماذا أفعل ؟ أسأل الله ألا ينتقم مني بك ، و الله غفور رحيم .
والآن . . دعيني أضع أمام عينيك الحلوتين بعض النقاط التي يحسب الرجل أنها توفر له السعادة في بيته الزوجي .
الرجل - يا صغيرتي - يحب الأمجاد ويتظاهر بالثراء والنجاح ، حتى ولو لم يكن ثريا قط ، فلا تحطمي فيه هذه المظاهر ،بل وجهيها بحكمتك ولطفك وحسن تصرفك.
والرجل يا - فلذة كبدي- يفاخر دائما بأن زوجته تحبه ، فاحرصي على إظهار حبك أمام أهله بصفة خاصة .
والرجل - يا قرة عيني - يفخر أمام أهله بأنه قد انتقى زوجة تحبهم وتكرمهم ، فأكرمي أهل زوجك ، و استقبليهم أحسن استقبال .
وبعد .. يا بنيتي .. إذا ثار زوجك فاحتضني ثورته بهدوء ، وإذا أخطأ داوي خطأه بالصبر ، وإذا ضاقت به الأيام فليتسع صدرك لتسعفيه على النهوض ..
و لا تنسى - يا عمري - أنك إكليل لزوجك ، بيدك أن يكون مرصعا بالدر والياقوت على هامته ، أو أن يكون من الشوك يدمي رأسه ورأس أبيك ، إن لم تحافظي على شرفك له دون سواه .
بنيتي ...
كوني له أرضا مطيعة يكن لك سماء ، وكوني له مهادا يكن لك عمادا . واحفظي سمعه وعينه فلا يشم منك إلا طيبا ولا يسمع منك إلا حسنا و لا ينظر إلا جميلا ..
وكوني كما نظم شاعر لزوجته قائلا :
خذي مني العفو تستديمي مودتي *** و لا تنطقي في ثورتي حين أغضب
ولا تكثري الشكوى فتذهب بالهوى *** فيأباك قلبي والقلوب تقلب.
و أخيرا أسأل الله ربي أن يرعاك برضاه وأن يحفظكما من شر الشيطان الرجيم ، لكما كل حبي وخالص دعائي
(والدك)
لكم محبتي
يكفيني وجودك